الأحد، 15 فبراير 2009

الشاعر الذي لم يوف حقه....
مطالعة سريعة في مجموعة المجذوب


اذا ذكر المجذوب وشعره فلعل الخاطر يذهب الى الشاعر محمد المهدي المجذوب رحمه الله، فإن لم يفعل، فقد يذهب الى العالم الأديب الدكتور عبدالله الطيب المجذوب، رحمه الله، الا أننا نقصد في هذه المطالعة السريعة أن نتآنس مع كتاب "مجموعة المجذوب " الذي يشمل ثلاثة دواويين شعرية لثلاثة من شعراء المجاذيب وشيوخهم وعلماءهم، بالاضافة الى ستة مؤلفات للشيخ محمد مجذوب بن قمرالدين المجذوب هي:
قصة المعراج المسماة بالجمانة اليتيمة.
النور الساطع في مولد النبي الجامع.
مولد اللالئ الزاهرات والفصوص الفائقات.
النفحات الليلية في ذكر مولد خير البرية.
العقد المنظم في ذكر مولد الرسول المكرم.
سر المدد والسهود في مدح النبي المحمود.
وهذه الكتب الست هي جزء من ثلاثين مؤلفا لهذا الشيخ الجليل، وتضم مؤلفاته كتبا في علم الحديث والمصطلح، وفي الفقه وأصوله، واللغة العربية، وعلوم التصوف والسلوك. ونقتطف سيرته الذاتية بما يسمح له المقام من كتاب (المجاذيب نير وأنوار) للدكتور أحمد بابكر الطاهر جلال الدين الذي يقول: (هذا بحر فيه عاصف وماله من قرار، وسحاب دفوق، وجبل شامخ أشم. ولد في عام 1795م بالمتمة عاصمة السعداب، والعاصمة التجارية بالمنطقة، التحق بخلوة الفقيه أحمد ود حمد العمرابي، وفي رواية أخرى: بخلوة ود المحبوب في المتمة، والثالثة تدعي أن أحد معلميه في الخلوة هو ابراهيم السقا من شندي. وعندما انتقلت أمه عائشة وأولادها الى الدامر التحق محمد المجذوب بخلوة آبائه في الدامر ودرس مع القرءان الفقه والأصول والتوحيد واللغة العربية، درس محمد المجذوب على يدي اثنين من ابناء عمه الخليفة أحمد أب جدري وهما: الحاج علي الذي درس القرءان مع أولاد جابر في الشايقية، ومحمد الأزرق والذي كان يعلم الفقه ومؤلف كتاب " الاجازة في المقول والنتقول" والذي قضى مايربو على التسع سنين في الحجاز.)
نعود الى مجموعة المجذوب، والتي تبدأ بقصة المعراج، في 21 صفحة، وهي ايراد لقصة الاسراء والمعراج مكتوبة سجعاً؛ ثم تليها النور الساطع، ويقع هذا المولد في 30 صفحة (خطبة المولد خمسة صفحات تقرأ قياما، ثم خمسة وعشرون صفحة للمولد نفسه) هو مولد مسجوع أيضا، تتخلله بعض الأشعار العامية والفصيحة، ويفصل بين كل فصل وآخر ب: صل يامولانا سلم ** على الحبيب العالي كرم.
يلي ذلك مولد اللآلي الزاهرات، ويقع في ست عشرة صفحة، ثم النفحات الليلية، ويقع في اثنتي عشرة صفحة، ثم يأتي العقد المنظم، وهذا المولد منظوم بكامله شعرا في قافية رائية، ويحوي ثمانية وأربعون ومائة بيت، تتخللها التعطيرات بين كل فصل وآخر، وهي:
يارب عطر خير قبر ضمه**** بشذا من الصلوات وامنح لثمه
اللهم صلّ وسلم وبارك عليه

يلي ذلك ماسمي ب " سر المدد والسهود " وهذه عبارة عن خماسيات لكل حرف من الحروف الأبجدية، تبتدئ من حرف الهمزة الى حرف الياء، يقول مثلا في حرف الهمزة:
كثير التواضع إن أردت نعوته
طلبت من البحر الخضم تفوته
له الذكر قوت، ثم فكر سكوته
حزينا تراه دائما، ثم موته
بنصب لعين، دائما ليس ينسأ

والمقطع الأخير (ثم موته، بنصب لعين) كأنما يشير لقول الله تعالى في مدح أنبيائه (إنا أخلصناهم بخالصة: ذكرى الدار) أي لا ينسون الدار الآخرة.
ثم يأتي من بعد ذلك ديوان الشيخ محمد المجذوب، ويحوي هذا الديوان حوالي 60 قصيدة، تبدأ بأشهر قصائده:
صببت دموعا يشهد الحزن أنها
أتت من فؤاد بالغرام متيم.
تليها قصيدته:
لقد طال شوقي يا أميني لطيبة
أشخصها طورا وطورا أناظر
والتي من أبياتها:
فعلت رسول الله فينا صنائعا
بغيرك لم يظفر بها قط ظافر
فعرفتنا بالله ربا وقدتنا
لطاعته، والناس هالك خاسر
وجئت لنا من ربنا بكتابه
يقص علينا لا تعيه الدفاتر
وكم نلت من مولاك علما وحكمة
لنيلهما أهل العلا قد تقاصروا

ومعظم أبيات هذا الديوان من الشعر العربي الفصيح، الموزون المقفى، ويحوي صورا رائعة في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم والتعلق به والهيام بعشقه، وفي كل مرة يأتي بطريقة جديدة في تصوير هذه المحبة، استمع اليه وهو يشخص من نفسه شخصا آخر، ويخاطبه بقوله:
أراك حزينا، منك فاضت مدامعُ
أمّن نسمة هبت؟ أم النور لامع؟
ومالك مهما ان تذكرت جيرةً
بشعب بني سعد جفتك المضاجع !
فقل لي، فعهد الكتم عندي مؤكد
وسرك عندي لا تعيه المسامع
ولكن دمع العين منك مترجم
بأنك في حب الرسول لبارع
فيهنيك هذا، عش بهذا معذبا
فتعذيبه عذبٌ وحلوٌ ونافع !
عشقت رسول الله ربَّك وحده
فعشّق فيك الخلق، فالربُ رافع
ملكتَ قلوب المؤمنين صبابةً
إليك جميع المؤمنين توابع
كشفت ظلام الشرك بعد اشتداده
وأخلفته نورا، بنورك ساطع

ويشمل الديوان ثمانية قصائد صيغت بالعامية، ويتميز أكثرها بالإيقاع السريع، ولكن دون ركاكة في الأسلوب ولا المعاني، كما في قصيدة "ردف السلام" والتي من أبياتها:
مثله ما انشاف ** في الحسن والعفاف
قلبه عطاف ** لجملة الضعاف
وجهه كالسراج ** نوره وهاج
ليلة المعراج ** كبروا له التاج

وفي قصيدة "نسيم البيت لاقانا" يطنب في ذكر الاء الله ونعمه على عباده، يقول:
بديت بالله مولانا ** عظيم الفضل حنانا
لحج البيت نادانا ** وبالأنوار مدّانا
من الإعدام انشانا ** بمحض الفضل سوانا
وفي الأرحام غذّانا ** بسرٍ منه سبحانا
ببطن الأم ربانا ** لوقت الوضع أبدانا
جنينا طاهرا كانا ** وبالأملاك حفّانا
بضرع يابس اسقانا ** شرابا منه ألبانا
وحين الفطم قوّانا ** وبالإطعام ربانا
نَعَم بالخير أسدانا ** نعيما منه ألوانا
وثم العقل أولانا ** وبالتوحيد حلّانا

ثم تأتي بعد القصائد العامية، المريعات العشرة، ومربعات أي أن كل بيتين (أربعة أشطر) تمثل وحدة بذاتها، يقول في القصيدة الثالثة من المربعات العشرة:
فدمع العين لم تطفي ** لنار الشوق من جوفي
نَعَم، تُطفى اذا وصلوا ** وداموا لي بهم وصلا
* * * *
أحن حنين من فقدت ** وليدات فما وجدت.
لقبر المصطفى فابكوا ** عساكم تبلغوا الأملا

ويبدو من الفصاحة المتدفقة من أبيات المديح، سعة الاطلاع على الشعر القديم، وعمق الثقافة بالأدب والتراث الشعري للأدباء الأوائل، وتظهر هذه الصلة بالشعر القديم عندما تجد الاهتمام بتشطير أو تخميس بعض أبيات الشعراء السابقين، واعطائها المعاني التي يقصدها شاعر يهيم بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقول مشطرا أبياتاً مشهورة:
رُفع الحجاب لنا فبان لناظري
نور له تتحير الأفهام
فتعجبت من أمره فإذا به
قمر تقطع دونه الأفهام
فاذا المطي بنا بلغن محمدا
فلها علينا المن والانعام
واذا عجزنا عن مكافأة لها
فظهورهن على الرجال حرام
قربننا من خير من وطئ الثرى
طابت لنا من ربها الأيام
من يدها هذي الكريمة سيدت
فلها علينا حرمة وذمام
(اذا أردت أن تقرأ القصيدة الأصلية فعليك ان تقرا عجز البيت الثاني مع صدر البيت الأول وهكذا)
والقصائد الأخيرة من الديوان تشمل وصايا ونصائح ووعظ وعتاب للنفس وتذكير لها باحسان الله تعالى، ويذمها على التكاسل في الطاعات، يقول في احداها:
وتبدو لي الأعذار ان رمت طاعة
وان رمت للعصيان طرتُ بجملتي!
وقلبيَ لم أعهد لهُ وجلةً اذا
ذكرتُ لربي في المساء وبكرةِ
اذا قمت وقتاً للصلاة تراكمت
عليّ من الدنيا الهموم وحفّتِ
كأن لم أكن أومن بقول رسولنا
يناجي المصلي ربَّه، بئس حالتي!
وأجهر بالتكبير والحمد والدعا
أقولهما قولاً بغاية غفلتي
أُثني المثاني ركعة بعد ركعةٍ
وما انفعلت نفسي لها أو لسورةِ
ومع ذاك مغترٌ، فقل متعجباً:
على أي شيئ بعد هذي المعرةِ
فلا حول لي مما ذكرتُ ولا قوىً
بغيرك ياربي، فعجل اغاثتي
وله أبيات تحث على علو الهمة أحسن فيها وأجاد، يقول فيها:
شمِّر لنيل الفضل ان رُمت العلا
فالفضل والعليا لكل مشمّرِ
خوفُ الإله وحبُّهُ والزهدُ في
دار الدنية خذ لقلبك عمِّرِ
والذل والخسرى لطالب راحةٍ
لو يبلغن في العُمر عُمر معَمِّر
والزم لحسن الخلق خير تجارة
وحظوظ نفسك ما استطعت فدمِّر

وتشتمل المجموعة أيضا على ديوانين آخرين يجمل بنا الّا نتجاوزهما دون المرور عليهما لما يحويانه من شوق وحب وابداع.
الديوان الأول ديوان "فريد العاشقين" للخليفة الاستاذ الشيخ الطاهر المجذوب، ويحوي هذا الديوان على تخميس عدد من قصائد الديوان الأول، مثل تخميس قصيدة "صببت دموعاً" و"نفحة مسك" ، وله أيضا قصائد خاصة به تتسم بالروعة والأبداع، ولقد أسرتني، حقاً، قصيدته:
زائري في الطيف هل من عودةٍ
تُحي منها مُهجتي، بل أصغرَي
سادتي يا سادتي عطفاً على
من أذاب الوجدُ منه القلبَ وَيْ !!
وبراه الشوق حتى إنه
صار مكلوما وفي الأحشاء كي
ما ألذ العيش إن جد السُرى
حيث حادي العيس يحدو نحو حي

وقصيدته الأخرى:
حادياً للعيس قف ثم احملن
لي تحيات الى خير الورى

ووللحق، فإن قصائد الشيخ الطاهر روضات يانعات تعبر عن الحنين وأنين الشوق:
كيف الوصول الى حبيب قد سبا
قلب المهيم وهو لا يخفاه
نار المحبة أضرمت لحشاشتي
والبين عوقني من رؤياه

وهي أربع وثلاثون قصيدة أقل ما توصف به أنها رائعة.
ثم يأتي ديوان العارف بالله الشيخ محمد مجذوب بن الشيخ الطاهر، الملقب بالشيخ، ويبتدئ الديوان بتشطير قصيدة:
إن لمع البرق من خَيْف مِنى
لم يدع للعيش طيباً أو هنا
وسناه في رُبا ذاك الحمى
جدّد الوجد وهاج الحزنا
كلّما طرّز أثواب الدُّجى
نسجه ألبسني ثوب الضنى

وهي قصيدة من ستة عشر ومائة بيت، من أبياتها نقتطف:
وبوادي طيبة لي حاجة
قد غدا قلبي بها مُرتهنا
حاجةٌ من لي بها إذ أصبحت
هي في النفس المنى كل المنى
يا مذيدين المطايا غُوّصاً
في سراب البيد تجفو العَطَنا
وإذا ما السير قد جدَّ بها
في ظلام الليل تحكي السُّفُنا
قدّموا حب رسول الله بل
في رضاه يرتضون المحنا

ويحوي الديوان خمسة قصائد للشاعر، وتشطير تسع قصائد، وتخميس قصيدة "فؤادي بربع الظاعنين أسير" ، وأشهر القصائد المشطرة قصيدة ألفا هاشم الفلاتي المهملة والتي مطلعها:
ألا واصل الله السلام المُردَّدا
لأكرم رسل الله طرا، وأسعدا
وأوسع آلاءً وكمّل طوله
لأوسع كل الرسل سعْداً وأحمدا

وهي قصيدة من أربعة وعشرين بيتاً ليس بها حرف به نقطة، أي أنها مقتصرة على أربعة عشر حرفا من حروف الهجاء.
على هامش المطالعة:
الطبعة التي بأيدينا طبعت عام 1359 من الهجرة (أي قبل أكثر من ستين عاما) وهي الطبعة الثانية، بواسطة شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر؛ والمجموعة تحتاج الى جهد في التحقيق وشرح الكلمات الصعبة والمعاني. ونطمع أيضا في أن نرى بقية مؤلفات الشيخ في العلوم الشرعية، والتي ذكر أنها تصل الى الثلاثين مؤلفا، يمكن بفضلها معرفة مستوى العلم لدى علماء ذلك الزمان، وتثري المكتبة السودانية.
تطرقت المجموعة الى بعض النقاط في بعض مسائل العلوم الشرعية مثل قوله ردا على المعتزلة والفلاسفة (تالله لا خلاف في أن الاسراء بالجسم الشريف عند المحققين، وقد جزموا أن المعراج كان به أيضاً عند كُمَّل العارفين) ، ولا شك أنه قد أصاب وأحسن في هذه الكلمة، الا أن المجموعة تحوي أيضا ما يوجب مراجعته، مثل قوله في بداية قصيدة صببت دموعا (أخبرني الهاتف أن البداءة بهذه الكيفية جالبة لروحانية النبي صلى الله عليه وسلم ومدخلة في شفاعته) ؟؟؟! كما يلاحظ تركيز المجموعة (وخاصة في الموالد) على أنه لولا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق، وما خلق الجنة والنار، وأنه صلى الله عليه وسلم هو أول الخلق؛ وهو وما يحسن أن يكون من جملة أعمال التحقيق ويا حبذا لو انبرى له جهد أحد علماء أبناء المجاذيب.






الجمعة، 6 فبراير 2009

العلمانيون والقرآن الكريم: (واستغشوا ثيابهم)!
إذا كانت أسلحتك هزيلة ولا تقوى على منازلة خصمك المدجج بأعتى الأسلحة والقادرة على حسم المعركة في لحظات، فإن أذكى طريقة لجعل المعركة متكافئة بحيث يكون احتمال فوزك فيها كبيراً هو أن تحاول تحويل المعركة إلى مصارعة حرة بدون استخدام أي سلاح سوى الاعتماد على القوة الجسدية للمصارع، وامكانيات (الحرفة) على الخصم، وهذا بالضبط ما يفعله العلمانيون في معاركهم الجدلية مع الإسلاميين.
الإسلاميون يملكون سلاحاً قوياً له قدسية عظيمة في قلوب الجماهير المشاهدة لهذه المعركة..يستطيع هذا السلاح أن يفكك المشروع العلماني ويرميه إلى مقبرة أو مزبلة التاريخ بصربات قاضية لا تبقي ولا تذر..هذا السلاح هو القرآن الكريم؛ آيات الله وكلامه التي لا مبدّل لها ( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)، ولهذا يدأب العلمانيون دائماً على فك الارتباط (بين محاورهم والقرآن) بحيث لا ينفعه استخدام آية من كلام الله عز وجل في حواره أو إسناد حجته. ويتوسلون لذلك بعدة وسائل منها:(رفضهم المباشر للاستدلال بالقرآن الكريم) لأن من يستدل بآية من القرآن –كما في وجهة نظرهم- فإنه يمارس إرهاباً فكرياً.
أرأيتم ضعف الحجة وخورها؟!..إن من يقول ذلك فإنه يعلن صراحة قوة سلاحك الذي أرهبه، ويقرُّ تماماً بهرزيمته أمام هذا السلاح، ولكنه يقولها كما قالها الأولون (لاتسمعوا لهذا القرآن).
وأذكى من هؤلاء من يرفضون الاستدلال بالقرآن بحجة أن القرآن كتاب مقدس ..كتاب عظيم..ونحن بشر مدنسون بالذنوب، لا ينبغي لنا أن نهبط بهذا الكتاب العظيم المقدس إلى منزلتنا ونخوض به في خضم السياسة!..والسياسة كما هو معلوم (لعبة قذرة)!.
سبحان الله!..إذا كان ذلك كذلك، فما معنى أن يكون القرآن الكريم كتاباً مقدساً؟!..ألم يكن الله سبحانه يعلم أن البشر خطاءون ومذنبون؟!..ولماذا أنزله عزَّ وجل؟!..أليس لتطهيرهم وتزكيتهم بهذا القرآن عندما يطبقونه ويعملون بأحكامه؟!.
وإذا تقدم هؤلاء العلمانيون خطوة وتركوك تستدل بآية، فإنهم يعودون ليفرغوها من أي معنى بنظريتهم في (نسبية الحق)..وبالتالي نسبية (تفسير الآية)!..أي إن كل إنسان له الحق في فهمها بطريقة تختلف عن الآخر لأن كل إنسان له عقل يختلف عن الآخر!.
هذه الحجة ينكرها العقل نفسه، لأن كل العقول قد أقرت وأجمعت على مسائل لا مجال لإنكارها في كل العلوم..سواء في الفيزياء و الطب أو الهندسة أو غيرها..فلماذا لا يتفقون على فهم محكم من القرآن؟!..وهذه الحجة الأخيرة من حجج العلمانية تعطي مثالاً واضحاً لللغو في القرآن الكريم، كما جاء في قوله تعالى : (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)..قال القرطبي في معنى اللغو : (ما لا يعلم له حقيقة ولا تحصيل).
ولكن ليبشر العلمانيون أنه لن تكون الغلبة إلا للحق (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).