الجمعة، 6 فبراير 2009

العلمانيون والقرآن الكريم: (واستغشوا ثيابهم)!
إذا كانت أسلحتك هزيلة ولا تقوى على منازلة خصمك المدجج بأعتى الأسلحة والقادرة على حسم المعركة في لحظات، فإن أذكى طريقة لجعل المعركة متكافئة بحيث يكون احتمال فوزك فيها كبيراً هو أن تحاول تحويل المعركة إلى مصارعة حرة بدون استخدام أي سلاح سوى الاعتماد على القوة الجسدية للمصارع، وامكانيات (الحرفة) على الخصم، وهذا بالضبط ما يفعله العلمانيون في معاركهم الجدلية مع الإسلاميين.
الإسلاميون يملكون سلاحاً قوياً له قدسية عظيمة في قلوب الجماهير المشاهدة لهذه المعركة..يستطيع هذا السلاح أن يفكك المشروع العلماني ويرميه إلى مقبرة أو مزبلة التاريخ بصربات قاضية لا تبقي ولا تذر..هذا السلاح هو القرآن الكريم؛ آيات الله وكلامه التي لا مبدّل لها ( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)، ولهذا يدأب العلمانيون دائماً على فك الارتباط (بين محاورهم والقرآن) بحيث لا ينفعه استخدام آية من كلام الله عز وجل في حواره أو إسناد حجته. ويتوسلون لذلك بعدة وسائل منها:(رفضهم المباشر للاستدلال بالقرآن الكريم) لأن من يستدل بآية من القرآن –كما في وجهة نظرهم- فإنه يمارس إرهاباً فكرياً.
أرأيتم ضعف الحجة وخورها؟!..إن من يقول ذلك فإنه يعلن صراحة قوة سلاحك الذي أرهبه، ويقرُّ تماماً بهرزيمته أمام هذا السلاح، ولكنه يقولها كما قالها الأولون (لاتسمعوا لهذا القرآن).
وأذكى من هؤلاء من يرفضون الاستدلال بالقرآن بحجة أن القرآن كتاب مقدس ..كتاب عظيم..ونحن بشر مدنسون بالذنوب، لا ينبغي لنا أن نهبط بهذا الكتاب العظيم المقدس إلى منزلتنا ونخوض به في خضم السياسة!..والسياسة كما هو معلوم (لعبة قذرة)!.
سبحان الله!..إذا كان ذلك كذلك، فما معنى أن يكون القرآن الكريم كتاباً مقدساً؟!..ألم يكن الله سبحانه يعلم أن البشر خطاءون ومذنبون؟!..ولماذا أنزله عزَّ وجل؟!..أليس لتطهيرهم وتزكيتهم بهذا القرآن عندما يطبقونه ويعملون بأحكامه؟!.
وإذا تقدم هؤلاء العلمانيون خطوة وتركوك تستدل بآية، فإنهم يعودون ليفرغوها من أي معنى بنظريتهم في (نسبية الحق)..وبالتالي نسبية (تفسير الآية)!..أي إن كل إنسان له الحق في فهمها بطريقة تختلف عن الآخر لأن كل إنسان له عقل يختلف عن الآخر!.
هذه الحجة ينكرها العقل نفسه، لأن كل العقول قد أقرت وأجمعت على مسائل لا مجال لإنكارها في كل العلوم..سواء في الفيزياء و الطب أو الهندسة أو غيرها..فلماذا لا يتفقون على فهم محكم من القرآن؟!..وهذه الحجة الأخيرة من حجج العلمانية تعطي مثالاً واضحاً لللغو في القرآن الكريم، كما جاء في قوله تعالى : (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)..قال القرطبي في معنى اللغو : (ما لا يعلم له حقيقة ولا تحصيل).
ولكن ليبشر العلمانيون أنه لن تكون الغلبة إلا للحق (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحبم