السبت، 24 يناير 2009

واحد وعشرون عاما من التضحية والبطولة والفداء....
أحبك يا حماس
(1)
"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة. " حديث صحيح (الطبراني)
(2)
" كل ما يجيء به العلم الحديث لا يكفي وحده لكسب الحرب، ولن تكون الكلمة الأخيرة للدبابة ولا للمدفع ولا للطائرة المقاتلة، إنما تكون للإنسان الذي يسخر هذه الوسائط لإرادته" بن جوريون 1949
****
لو أردنا أن نختزل معنى كلمة (رجولة)، أو نشرح معنى كلمة (عزة)، أو أن نفسر ما معنى (الكرامة)، أو إذا أردنا أن نقرب معنى كلمة (شجاعة)، فإن ما يجمع هذه المعاني جميعاً أن نقول أنها: حركة المقاومة الإسلامية "حماس". فهي ما تبقى لنا من أمل، وما يشع لنا من نور، وما ينبض في قلبنا من روح، يحق فيها، وفي أبطالها قول القائل:
كضيا البدر وأجمل
فارس لا يترجل
شق صدر الليل لما
جثم الذل واسدل
يمتطي الأهوال دوماً
ولجوف الخوف يرحل
لا يرى المتعة إلا
في جهاد يتنقل
هو عملاق كأعلى
قمم الدنيا واطول.
يسجل التأريخ في 8/12/1987 ميلاد حماس، باجتماع ثلة من المؤمنين في غزة على خير ما يجتمع عليه الرجال، عزيمة على الخير والرشد: الشيخ أحمد يس، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الأستاذ عبدالفتاح دخان، الأستاذ ابراهيم اليازوري، الشيخ محمد شمعة، وعيسى النشار، لتكون انطلاقة أكبر حركة مقاومة في التأريخ المعاصر، ولسان حالهم يقول:
سنعيد ما عبق القصيد بذكره
لن نرتخي همماً، نلوذ رقادا
نحن الذين سنسرج القنديل...
نَقْدح جذوة... تسقي رُباً ووهادا
أحبك يا حماس: وأنت تشفين صدورنا من يهود وتذهبين غيظ قلوبنا منهم، وتغسلين بدمائهم شيئا من عار قعودنا عن مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، أحبك، وانت تنتزعين حتى من أعدائك الإعجاب حتى يصرح جنرالهم المتقاعد يوحنا تصوريف: (هاكم على سبيل المثال حركة حماس، فلو تتبعنا تصريحات وتطمينات قادة جيشنا فإن هذه الحركة من المفترض أن تكون قد غابت عن الوجود، لأن الجيش لم يترك أي عنصر من حماس إلا واعتقله، ومن استطاع أن يغتاله لم يقصر في ذلك، لكننا نفاجأ بأن حماس قد فاجأت الجميع بقدرتها على مواصلة المقاومة بشكل يثير الإعجاب).
أحبك يا حماس: وأنت تجريعهم من الخوف والرعب غصصا، وتصليهم جحيما لا وقاية لهم منه ولا مهرب، كيف ويهود يهابون الموت، كما يحب أبطالك القساميون الشهادة، يسمعون نداء إيمانهم لهم:
أطلق دماءك كالرصاص على العِدا
إياك ان تتوقف الطلقات
مت.. مت ولا تقنع بألفي ميتة
فالموت في شأن الإله حياة
قدماك ما خلقت لمشي إنما
خلقت لتسحق تحتها الشهوات
دسها.. تقدم.. وانطح الخطر الذي
يخشى ثباتك، فالحياة ثبات.
أحبك يا حماس: وأنت تمارسين السياسة.... ليست لعبة قذرة كما يسمونها، وإنما ممارسة، أصدق ما توصف به كلمات لقيط بن يَعْمر:
لا مُترفا إن رخاء العيش داخله
ولا إذا عض مكروه به جَزَعا
مُسهَّد النوم، تعنيه أموركمو
يروم منها إلى الاعداء مطلعا
ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره
يكون مُتبِعا يوما، ومتَبعا
لا يطعم النوم إلا ريث يحفزه
هم، تكاد حشاه تحطم الضلعا
حتى استمرت على شذر مريرته
مستحكم الرأي، لا قَحْما، ولا جَزِعا
تعرفين الطريق:(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون)، وتحملين الراية واضحة لا غبش فيها:(إن الله اشترى من المؤمنين اموالهم وانفسهم بأن لهم الجنة...)
أحبك يا حماس:وأنت على ذات الدرب تضمدين جراح المكلومين، وتمسحين دموع الأرامل، وتعيدين البسمة لشفاه اليتامى والمشردين، يقول الصهيوني دان شبطان من مركز دراسات الأمن في حيفا:(إن حركة حماس ترتكز على درجو عالية من القوة بفعل تعاطف الشعب الفلسطيني معها، الذي منحها درجة كبيرة من المناعة، لأن حماس تمثل شبكة مؤسسات إغاثة إجتماعية أخذت تمد الناس بالأدوية والعلاج الطبي وتوفر المؤسسات التربوية والرياضية.)
أحبك يا حماس: وأنت تنطلقين من المحراب، بلسان رطب بذكر الله، وقلب مطمئن بحب الله، وجوارح تربت أول ما تربت على طاعة الله، يقول الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي:( إننا في حماس نمتلك برنامجا تربويا متكاملا يبدأ مع الشباب من مختلف أعمارهم، وأول عناصر هذا البرنامج: القرآن الكريم حفظاً وتفسيرا، وكتب السيرة النبوية، والدراسات الإسلامية، اضافة إلى الكتب الحركية التي ترسم لهم الخطوات التي يجب اتباعها فتقولبهم قولبة أخلاقية تتمشى مع القيم والمفاهيم الإسلامية، وفي مقدمتها: العزة والإباء والكرامة، بالاضافة إلى جميع الأخلاق الحميدة)
أحبك يا حماس احبك، ولو كان بيدي، لأهديتك قلبي قائلا:
خذوا قلبا تحجر كالحديد
خذوه وارجموا كل اليهود
أو لأعطيتك يديَّ، منشدا:
خذوا مني اليدين لعلّ كسراً
يعيق يدي فدائي فريد
أو عيوني، ولا تغلى –والله- عليك:
خذوا عينيّ علّ فتىً أغراً
غدا أعمى فيبصر من جديد.
حماس: أحبك واعجب ممن لا يحبك، وفيك من يخاطب نفسه فيقول:
أنا لن أبيت منكسا للألمع
وعلى الزناد يبيت دوما أصبعي
ولئن كرهتِ البذل، نفسي، تصفعي
من كل خوار ومحتال دعي
وإذا بذلت الغال: مجداً تصنعي[*]
فتجيبه نفسه قائلة:
إني استعيذك ان تذل إلى وثن
أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن
أرضى حياة لا تظللها الحراب
حماس: أحبك... أحبك ... أحبك.


[*] الأبيات للشهيد عبد العزيز الرنتيسي، رحمه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحبم